العقيد ركن السفير محي الدين المسعودى
شيعت جموع غفيرة من وجهاء مدينة طرابلس وأعيانها ومجموعة من صفوة ضباط الجيش الليبي السابقين ، العقيد الركن المرحوم محي الدين الصادق المسعودى الى مثواه الأخير بمقبرة الهنشير عصر يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر الجاري .
وكان المرحوم محي الدين المسعودى قد وافته المنية صباح يوم الثلاثاء التاسع من نوفمبر عن سن يناهز السبعين سنة بعد مرض لم يمهله طويلا .
والعقيد الركن محي الدين المسعودي من بين خمسة طلاب أرسلوا بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة بُعيد اعلان الاستقلال سنة 1952 ، في بعثة عسكرية الى العراق ليتخرجوا بعد أربعة سنوات ضباطا برتبة ملازم ثان وليكونوا ضمن من تخرج، من بقية البعثات التى أرسلت الى مصر فى نفس الفترة ، (النواة) التى تكون منها الجيش الليبي .
وكان من ضمن البعثة التي أرسلت الى العراق على شلابي وجمعة بوحلقة وصالح السنوسى عبدالسيد الذين تخرجوا من الكلية العسكرية العراقية بعد دراسة متواصلة مدتها أربع سنوات ، فى حين تخرجت البعثات التى أرسلت الى مصر بعد دراسة لا تزيد عن ثمانية عشر شهر ! ثم ارسل المرحوم محي الدين المسعودي مرة ثانية الى العراق ليتخرج وعدد من رفاقه الليبيين من كلية الأركان.
وبكفاءته وبانضباطه واستقامته ترقى فى الجيش حتى وصل الى رتبة "عقيد ركن" فى منتصف الستينات ، ولكنه تعرض لعملية التصفية التى تمكن فيها العقيد الركن عبد العزيز الشلحي خريج (الكلية العسكرية المصرية) والذى كان نائبا لرئيس الأركان من إقصاء منافسيه من كبار الضباط الى مهام هامشية أو غير حيوية وابعادهم عن مواقع القيادة والتوجيه ، وعُين العقيد الركن محي الدين المسعودى رئيسا للجنة الخاصة باعادة تسليح الجيش ؟
عقب نجاح الانقلاب العسكري فى الفاتح من سبتمبر 1969 وضع فى السجن ضمن من وضع من كبار ضباط الجيش ورجالات الدولة فى العهد الملكي ، ولبث فيه بضعة شهور ثم أُخرج منه ليعين سفيرا لليبيا فى المملكة السعودية ، وبعدها بفترة أحيل للتقاعد !
العقيد الركن محي الدين المسعودى عُرف طوال حياته العسكرية بالجدية والاستقامة والخُلق الحسن وكان على رأس مجموعة الضباط "المسمون" يومها بمجموعة الضباط العراقيين وهم المنافسون للعقيد الركن عبد العزيز الشلحي والرافضون لهيمنته على الجيش وتدخلاته فيه ، تلك التدخلات التى أدت الى إقصاء معظم الضباط الكبار والمخلصين عن المراكز القيادية المهمة والحساسة ثم مكنت صغار الضباط ومجموعة الملازمين من خريجى كلية بنغازي العسكرية الاستيلاء على السلطة فى الفاتح من سبتمبر 1969.
المرحوم محي الدين المسعودى متزوج من كريمة فضيلة الشيخ خليل القماطي أحد الأساتذة والعلماء الكبار فى مدينة طرابلس المعروفين قبيل الحرب العالمية الثانية والمرحلة الانتقالية قبل اعلان الاستقلال , وقد أنجب ولدين وخمسة بنات .
تغمد الله الفقيد العقيد الركن محي الدين المسعودى بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه وألهم أسرته وذويه ورفاقه جميل الصبر وتعازينا الحارة للسيدة قرينته وشقيقها الدبلوماسي السابق الأستاذ عبد الباري القماطي ، ولأنجاله الأساتذة وليد وحسام وكريماته الفضليات السيدات والأوانس ابتسام وهناء وهاله وأمل ومشاعل ، وانا لله وانا اليه راجعون .
اصدقاء المرحوم وزملائه القدامى
العقيد الركن محي الدين المسعودى عندما اصبح سفيرا
No comments:
Post a Comment