11/11/2010

اسامة حمدان :من البطولة 13 إلى بطولة 2013

من البطولة 13 إلى بطولة 2013




اسامة حمدان


usamahmdan@yahoo.com






في العام 1982 احتضنت ملاعبنا البطولة الأفريقية الـ 13 لكرة القدم ، والآن ستعاود نفس الملاعب احتضان ذات البطولة، ولكن في العام 2013.

وخلافا لقليلي العقل المتشائمين من الرقم 13 ، فإن أتأمل خوفا من استضافة هذه البطولة على ملاعبنا، ليس خوفا من عامل الإمكانيات بل من عامل الإدارة والإعداد الإنساني لها .


فمسألة الماديات ليست معضلة في حد ذاتها ، ولكن المعضلة في الإنسان الذي سيتكفل بمهام إنجاح هذه البطولة ، حيث أن البطولة تحتاج لإدارة واعية ومدرب محنك ورياضي مدرك لحجم المهمة الملقاة عليه خلال هذه البطولة.


وبالنظر إلى قاعدة المنتخب الوطني لكرة القدم الذي سيكون الرقم واحد في هذه البطولة والمتمثلة في الأندية المحلية بكل مسمياتها وألوانها .. فإن هذه الأندية ليست على مستوى الحدث أبداً ولم نسمع من إداراتها ما يهدف من خلال خططها إلى دعم المنتخب الوطني والتكفل بدفعه لمكانة تليق به، حيث أن كل ما نراه شيء يشبه الصراخ في أذن ميت.


عذرا منتخبنا العزيز لهذا اللفظ.


ولكن الملاحظ لإدارات جل الأندية نجدها تتعامل مع النادي على إنه مؤسسة رعوية تعتمد على أمطار الدعم من اللجنة الأولمبية الليبية كي تحيا موسم ثم تختفي حتى الدعم التالي ، في المقابل نجدها تقابل هذا الدعم بسوء إدارة صارخ وتفنن في إفساد كل ما يتعلق بسمعة الكرة الليبية.


وإذا بحثنا عن أدلة فإننا سنفشل في عدها .. فمثلا:


المدرب المصري محسن صالح قال لي في العام 2006 " إن من أسباب تعثر مهمتي في تدريب المنتخب الليبي كانت المشاكل الإدارية التي تؤرق اللاعبين مع إدارات أنديتهم".


اللاعب المتعجرف (إبراهيم سعيد) قال في هجرانه لنادي أهلي طرابلس " إن النادي لا يوجد به فاكس".


المدرب المصري (أنور سلامة) اشتكى من سوء معاملة إدارة نادي الاتحاد في تسهيل معاملاته بالمطار وعدم التكفل بإنهاء إجراءات إقامته الأمر الذي يدفعه إلى التعثر في مغادرة المطار ذهابا وإيابا.


فإذا نظرنا إلى كل المشاكل التي تلم بالكرة الليبية نجدها تنبع من الأندية التي تسمي نفسها كبيرة، لا أعرف لماذا أطلقت على نفسها هذا اللقب، حيث أن هذه الأندية مازالت خجولة في ملاعب الخصم ولا تعرف منصات التتويج وكأن ثقافة الفوز غير مدرجة في برامج إداراتها إلا على المستوى المحلي فقط.


وكأن اللعب على المستوى الدولي أمر مخيف ومرعب.. لدرجة أنها باتت معبر لكل أندية الجوار إلى منصات التتويج ومبارياتها تعد حصص تدريبية ليس إلا لفرق الجوار سواء ذهابا أو إيابا. فهي عجزت عن مقارعة أندية تشاد والسودان التي رأت النور بعد نشأة بعض من أنديتنا بأربعين عام على الأقل.


لا أعرف كيف ستخرج إدارة وطنية من هذه الأندية تقود المنتخب الوطني لبطولة بحجم أفريقيا ، فهذا المستوى المتدني من الإدارة لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يظفر بكأس في الحلم وليس على ملاعب الواقع.


فالوساطة والمحسوبية لا يمكن لها أن تأتي بكأس أفريقيا ، والبرازيلي (باكيتا) لا يمكنه بأحلامه تقديم المطلوب مادام لا يملك اللاعب الجيد ذي الثقافة العالية التي تؤهله للتعامل مع المباراة الدولية بعقلية متحضرة واستيعاب متطلبات كل مباراة، وعلاجها بفكر رياضي مبني على أسس علمية وأخلاقية لا يعرف المحاباة والمجاملة.


فاللاعب في ملاعبنا يتسبب في مشاكل وانشقاق في الشارع، فهولا يحترم مشاهديه على الشاشات أو على المدرجات، نتيجة جهله وعدم توعيته في ناديه بأهمية وقوفه في الملعب وقيمة ما يقدمه من لعب رفيع يرتقى لمستوى الفن الذي يستحق أن يُشاهد.


ويبقى نجاح البطولة مرهون بإدارة حكيمة تعرف كيف يُعد اللاعب قبل الملعب والفندق وزرع ثقافة الفوز واحترام الخصم والمشاهد والالتزام بقرارات الحكم كيفما كانت.


وكم أتمنى أن يلف علمنا الأخضر كأس أفريقيا بجدارة واستحقاق .. فحب المنتخب الوطني لكرة القدم هو حب من نوع خاص جداً .. ومهما يكون لاعبنا جاهل وإدارات الأندية متخلفة ، فإن منتخبنا سيبقى هو حبنا الأوحد وغلالته هي الأغلى والأجمل.. أنحبك يا منتخبنا الغالي.


1 comment: