10/11/2010

مصباح العوامي : تهمهم مصالحهم

تهمهم مصالحهم



بقلم: مصباح العوامي










ثقافة الصحفيين مصطلح تداولته وسائل الإعلام المصرية خلال الفترة الماضية والآن أصبحنا نراه يطبق على أرض الواقع من بعض الصحفيين في ليبيا.

لقد تناسى بعض الصحفيين أن الصحافة هي رسالة مقدسة ينبغي أن يحترمها وأن يعطيها حقها أو أن يتركها بشرف، لذلك تعتبر رسالة الصحافة مقدسة، و لا يستطيع حمل أمانتها إلا أولو العزم.


وتؤكد بعض المقالات أن الصحافة قبل أن تكون مهنة في ليبيا، وهي لا تقل أهمية عن الطب والمحاماة والتربية والتعليم وغيرها من المجالات الإنسانية التي ينبغي للعامل فيها أن يكون أهلا لحمل رسالتها وإيصالها بالشكل المطلوب كونها تتعلق هي الأخرى بحياة الناس وهمومهم ومصائرهم، مثلما ينبغي أن يكون محميا بالقانون.


خدمة المسؤول


إن بعض هؤلاء الصحفيين أصبحت تنشأ لديهم ثقافة جديدة وهي خدمة المسؤول وتلميعه عبر الصحف أو المواقع الإلكترونية ليس لخدمة الصحيفة بل لخدمة مصالحه الشخصية وأفضل مصطلح يطلق عليهم هو "النفاق الصحفي" حتى يهتم بمصالحه ويترك مصلحة الصحيفة وهموم المواطن.


إن ما نشاهده في بعض مواقعنا الإلكترونية والصحف الليبية هو بمثابة تبييض المسؤول من الفساد أو التهاون والتقصير الذي يقوم به ولا ينشر أي خبر أو موضوع من شأنه فضح هذا الفساد أو التهاون لكي لا يفقد خدماته.






واجهات مصالح


لقد وصف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور المصرية الصحافة في العالم العربي بصفة عامة ومصر خاصة بأنها "واجهات مصالح" تخدم رجال الأعمال والمسؤولين في الدولة.


وأكد عيسى في أحد اللقاءات الصحفية أن المسؤولين ينفقون العديد من الأموال على الصحف عن طريق صحفي يكون حلقة وصل بين الصحيفة والمسؤول لكي يخدم مصالحه ومشروعاته التوسعية.


إن الصحفي الليبي "المغلوب على أمره" أصبح يفقد مهنيته من أجل تقديم الخدمات للمسؤولين وأن يكتفي ببضعة دنانير رمزية أو تقديم حوافز مثل سفرة سياحية مع بعثة رياضية أو إعلامية أو تقديم مسكن له لغرض الزواج أو غير ذلك لكي يخدم مصالح هذا المسؤول أو ذاك.


فقد المهنية


لقد فقد الصحفي المهنية وأصبح يلهث وراء مصالحه الشخصية أو يبحث عن بطولة تكون له عونا في المستقبل دون أن يقدم أي شيء يذكر للصحافة الليبية أو للمؤسسة التي يعمل بها.


ولقد شاهدت العديد من الصحفيين أو المصورين في بعض الاحتفالات الرسمية وغيرها وهم يقدمون الخدمات للمسؤولين عن طريق تصويره أو إظهاره بالمظهر اللائق في الصحيفة أو الموقع، والغريب أن أغلب من يقوم بهذه الأشياء لم يدرس الصحافة في جامعاتنا ولكن اكتسبوا الصحافة عن طريق الخبرة والممارسة أو جاءت إليهم عن طريق ضربة حظ فأغلبهم لا يستطيعون أحيانا حتى أن يكتبوا خبرا واحدا، ولكن المدير أو المسؤول الذي يعمل في المؤسسة الصحفية قد يكون قريبه أو يكون قد جاء به من أجل خدمة هذا وذاك.


الانتماء والولاء


إن الانتماءات والولاء أصبحت الآن على مرمى ومسمع الكثيرين في ليبيا فبعض الصحفيين لديه انتماء واضح عن طريق كتاباتهم أو طرح الموضوعات عبر الجرائد وخير مثال على ذلك ما يحدث الآن من ثقافة جديدة في الإعلام الرياضي في الانتماء لناد معين يظهره بشكل جيد ويهمش ناديا آخر لأنه لا يحبه إلا من رحم ربي من بعض الإعلاميين الرياضيين في ليبيا.


إن الثقافة الجديدة التي نراها سوف تنقلب على أصحابها فوجود الصحفي مرتبط بوجود المسؤول الذي بالتأكيد ليس موجودا دائما في المكان الذي يتقلد أموره وكما يقال "كرسي حلاق" فكل يوم يأتي مسؤول جديد، فيذهب المسؤول وتبقي أعماله من النفاق و الاستغلال لمهنة الصحافة ويظل التاريخ شاهدا عليه.


وقد كيف هؤلاء الصحفيون أنفسهم مع هذا الوضع بحيث كلما جاء مسؤول جديد مباشرة يبدأون بتلميعه وإظهار محاسنه ومزاياه متجنبين الركن المظلم ليكسبوا رضاه يستفيدوا من مزاياه.


وإن تحدثنا عن ثقافة الصحفي عبر الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" فإن الحديث يطول بنا عما يتداوله بعض الصحفيين من كلام ليس له معنى وتضييع أوقات فراغهم عبر هذا الموقع وأفضل ما يسمى به هو "فراغات إعلامية".


No comments:

Post a Comment